بوعود وعروض وهميّة “سمسار” يترك لاعبا في التسلّل ويجبر آخر على بيع سيارته

يعيش قطاع وكلاء اللاعبين في تونس منذ سنوات، واقعا تعيسا وقاتما، فبعد ان كان محكوما بقوانين وبضرورة توفر شروط صارمة في العاملين فيه، بات منذ اعوام مرتعا للمتمعشين والسماسرة والدخلاء والمتحليين الذين لا هم لهم سوى نفخ ارصدتهم البنكية دون مراعاة لمصالح اللاعبين ولكرة القدم التونسية التي باتت بفعل هؤلاء مصدرا أولا للاعبين لبطولات ضعيفة مستواها اقل بكثير من البطولة المحلية.


ما دفعنا لهذه التوطئة ما يحصل هذه الايام مع عدد من اللاعبين،على غرار مع حصل مع موهبة الترجي رائد الفادع الذي وجد نفسه في التسلل بعد ان أعلن وكيله وسيم التايب تعاقده مع لوكوموتيف زغرب الكرواتي، قبل أن يفند الاخير معرفته باللاعب وبوكيل اعماله، ليجد اللاعب نفسه في مفترق طرق بعد ان دفع للتمرد عن فريقه ويبقى في النهاية بلا فريق.
الفادع لم يكن الضحية الوحيد لوسيم التايب، حيث اجبر عزيز الشتيوي على بيع سيارته لتوفير مبلغ 39 ألف دينار طلبها منه الوكيل لتحضير مستلزمات التنقل للبطولة الامريكية،قبل ان يستفيق من “الحلمة” ليجد نفسه في مكتب وليد جلاد وهو بصدد تجديد عقده مع مستقبل سليمان وتنطلق معها رحلة استعادة الاموال التي اودعها في حساب التايب الذي دخل هذا العالم مستغلا علاقاته المتميزة ببعض رجال القانون وببعض من أصحاب “الوجاهة” ومن المتحكمين في كواليس كرة القدم التونسية والذين مكنوه من ترهيب عدد من اللاعبين الذين استسلموا له خوفا على مستقبلهم الكروي ليجدوا انفسهم في النهاية في أندية مغمورة على غرار ما حصل مع نجم دفاع اتحاد تطاوين مالك الميلادي الذي وقع لنادي عرعر السعودي واعتقد ان اسم الفريق يكفي مؤونة التعليق.
التايب وغيره من السماسرة، افسدوا قطاع الوكلاء واضروا كثيرا بأسماء لامعة وناجحة في هذا المجال والتي خيرت الانسحاب من “السوق” التونسية والعمل خارج هذا الاطار بعد ان تأكدت من وجود رغبة حقيقية من المسؤولين على الكرة في ترذيله وجعله مصدرا للربح السهل دون مراعاة لمصالح اللاعبين وهو ما افقد وسيفقد كرة القدم التونسية مواهب كان بالامكان ان تخط نجاحات احترافية من الوزن الثقيل ولكن حظها العاثر وسوء الاختيار والتدبير وضعها في طريق جملة من المتحليين وفي عش دبابير.

تعليقات
error: المحتوى ملكية فكرية