خلال السنوات الماضية فرض الترجي كلمته في سوق الانتقالات بفضل قوّته المالية، بما أن الفريق نجح في انتداب أبرز النجوم في البطولة الجزائرية أو أفضل اللاعبين التونسيين الناشطين في أوروبا خاصة الفرجاني ساسي وفخر الدين بن يوسف وأنيس البدري وأيمن بن محمد. كما تفوّق الترجي على بعض الفرق التونسية في التعاقد مع بعض النجوم مثل حسين الراقد حيث قدّم عرضا أفضل من الإفريقي وفرانك كوم (قدم إلى تونس من أجل التفاوض مع النجم) أو لاعبين آخرين بل أن الترجي بفضل قوّته المالية انتدب لاعبين من منافسيه المباشرين على اللقب أو الكلاسيكيين على غرار محمد علي منصر من النادي الصفاقسي أو شمس الدين الذوّادي ولمجد الشهودي (2013) من النجم الساحلي.
كل هذه الانتدابات ساهمت في هيمنة الترجي محليّا بما أن الفريق فاز بآخر أربع بطولات وكذلك عربيا بما أن الترجي توّج ببطولة العرب 2017 أو قاريا بما أن الترجي فاز برابطة الأبطال الإفريقية مرّتين على التوالي في 2018 و2019، ورغم ذلك فإن الفريق التونسي الوحيد الذي لم يعرف أزمات مالية ولا يبدو أنّه سيعرفها في الفترة القادمة بفضل حسن هيكلته وكذلك سخاء رئيسه حمدي المدب، غيّر الاستراتيجية وبحث هذا الصيف عن عناصر «جاهزة» للعب ومشهود لها بالكفاءة وكذلك دون مقابل مالي وهي صفات «المركاتو» الناجح والمثالي في العالم.
في إنتظار صفقة مهاجم سوبر : تشكيلة نارية للترجي الموسم الجديد
فالترجي ضمّ إلى حدّ الان أربعة لاعبين القاسم المشترك الأساسي بينهم أنّهم كانوا في حلّ من كلّ ارتباط وبالتالي ضمن الفريق مبدئيا الاستفادة الرياضية وكذلك تفادى صرف أموال كبيرة مثل التي صرفها الموسم الماضي من أجل التعاقد مع عناصر لم تقدّم أية إضافة كما أنّه من الواضح أن هذه العناصر تعتبر الأفضل في مركزها وذلك في انتظار أن يكمل الترجي حصّته من الانتدابات بما أن الفريق تعاقد مع أربعة لاعبين فقط إلى حدّ الان ويمكنه لاحقا انتداب 4 لاعبين آخرين على غرار أنيس البدري الذي يوجد في حلّ من أي ارتباط والثابت أن صفقات الترجي إلى حدّ الان كانت موفقة من الناحية الفنية وذلك وفق خصال كلا لاعب من هذه المجموعة التي فضّلها الترجي إلى حدّ الان.
-1 فاروق بن مصطفى: الأفضل في دوري أفـــضـــل الحــــراس
يمكن اعتبار البطولة السعودية أفضل بطولة عربية من حيث قوّة حرّاس المرمى فالقانون السعودي الذي رخّص للأندية بالتعاقد مع حرّاس مرمى أجانب ساعد الفرق على انتداب حرّاس من كل البلدان وتقريبا فإن حراسة المرمى تعتبر نقطة قوّة الفرق السعودية التي تضمّ بطل إفريقيا رايس المبولحي حارس فريق الاتفاق
قبل العودة للمنافسة ، الترجي يتخلص من 3 أزمات
ورغم وجود الكمّ الكبير من الحرّاس فقد أختير فاروق بن مصطفى أفضل حارس في البطولة خلال موسم 2018ـ2019 بعد تصويت شاركت فيه كل الأطراف وهو تصويت معتمد من قبل الجهات الرياضية المختصّة في السعودية. كما أن فاروق بن مصطفى هو الحارس الأول في المنتخب الوطني وفي رصيده بطولة إفريقيا 2011 مع المنتخب الوطني وكذلك شارك في كأس العالم 2018 كما كان حاضرا في كؤوس إفريقيا 2010 و2013 و2015 و2019.
بالتوازي مع ذلك توّج مع الإفريقي بالبطولة في 2015 وكأس تونس في 2017 وهو رصيد مهمّ للغاية يثبت أن هذا الحارس هو الأفضل حاليا وبالتالي فإن استقدامه من قبل الترجي أمّن لهذا الفريق مركز حراسة المرمى خلال الموسمين القادمين رغم أن الترجي لم يكن في الواقع يعاني من مشاكل في حراسة المرمى خاصة بعد التعاقد مع رامي الجريدي.
-2 حمدي النقّاز: أفضل ظهير فـي مصر
مرّ حمدي النقّاز بعديد المراحل الناجحة في مسيرته ووجوده حرّا لا يعني أنّه لاعب محدود الإمكانات أو تنقصه العروض بل إن النقّاز اختير الموسم قبل الماضي أفضل ظهير أيمن في البطولة المصرية إضافة إلى أنّه كان متميّزا مع النجم الساحلي طوال مسيرته مع هذا الفريق وكان عنصرا مهمّا ضمن الجيل الذهبي الذي مكّن هذا الفريق من السيطرة على الساحة الوطنية وفاز بعديد الألقاب.
وفي الواقع فإن النقاز توّج مع النجم الساحلي بعديد الألقاب منها بطولة تونس وكأس تونس أكثر من مرّة وكذلك كأس الاتحاد الإفريقي الذي فاز به لاحقا مع الزمالك المصري في النسخة قبل الماضية. كما شارك في كأس العالم 2018 إلى جانب مشاركته في كأس إفريقيا 2017 وهو من العناصر التي تحضر بانتظام في تربّصات المنتخب الوطني رغم المنافسة القوية
حصري : الترجي يتفق مع أنيس البدري على العودة للحديقة “ب”
وكان النقّاز بدوره مرشحا للانتقال للعب في أوروبا في أكثر من مناسبة ولكن إصابته في صيف 2015 حالت دون فوزه بعرض في قيمة ما يقدّمه من مستوى جيّد وعليه فإن الترجي أمّن الجهة اليمنى بواحد من أفضل اللاعبين في هذا المركز خلال السنوات الماضية وأثبت ذلك في عديد المناسبات خاصة وأن النزعة الهجومية لهذا اللاعب تساعده كثيرا على تقديم الإضافة لأي فريق يلعب له. على صعيد آخر فإن تألق سامح الدربالي خلال نهاية الموسم سيدفع النقاز إلى مضاعفة المجهود حتى يكون قادرا على إقناع الجميع بقدراته وبالتالي تطوير مستواه أكثر فأكثر باعتبار أن ابتعاده عن أجواء المقابلة أثّر فيه نسبيا.
-3 غيلان الشعلالي: جــوكــار جــــديد
سجّل غيلان الشعلالي من الألقاب ارتبط بالترجي الرياضي بما أنّه توّج بعديد البطولات مع هذا الفريق على جميع الأصعدة المحلية أو القارية أو العربية كما شارك بانتظام مع المنتخب الوطني وهو لاعب مهمّ للغاية أمّن مكانا أساسيّا مع نبيل معلول وآلان جيراس وماهر الكنزاري وفوزي البنزرتي والمدرب منذر الكبير ينتظر عودته إلى أجواء المقابلات حتى يثبته في مركزه.
وما يثبت قيمة هذا اللاعب أنّه خلال الموسم الذي قضّاه في تركيا لم ينجح الترجي في إيجاد معوّض له رغم التعويل على عديد الأسماء في خطته فهذا اللاعب وبالتوازي مع قدراته التكتيكية الممتازة ونجاحه في الاضطلاع بعديد المهام فإن روحه القتالية العالية تساعد الترجي أو أي فريق يلعب له على الصمود ضد أقوى المنافسين وهو العامل الذي افتقده الترجي الرياضي خلال الموسم الماضي بما أنّه لم يجد التوازن في وسط الميدان وعودة الشعلالي ستعطي الترجي قوّة إضافـيّة خاصة وأنّه يعرف الفريق جيّدا وسيسعى بكلّ قوّة إلى تقديم الإضافة بما أن الشعلالي بدوره ابتعد عن النشاط الرسمي منذ فترة ولكن من شبه المؤكد أن يكون أساسيا في منظومة الشعباني خلال الموسم القادم ولا نعتقد أن كثرة الأسماء ستمنع هذا اللاعب من فرض نفسه من جديد.
-4 علاء المرزوقي: هـداف إضـــــــــــــــافي
رغم أن المرزوقي لم يشارك مع النادي الصفاقسي في أي لقاء رسمي منذ ديسمبر الماضي فقد أنهى الموسم هدّافا لهذا الفريق وهو معطى يكشف حجم الإضافة المنتظرة لهذا اللاعب خلال الموسم القادم مع الترجي الرياضي. فرغم أن المرزوقي لا يملك سجّلا حافلا بالتتويجات مثل بقيّة اللاعبين الوافدين الجدد بما أن في رصيده كأس تونس خلال الموسم قبل الماضي إلا أن هذه الصفقة ضمنت للترجي عديد الحلول الفنيّة أساسا.
المـــدب يريد نقل الترجي إلى مستـوى عالمـي
فالمرزوقي يمكنه اللعب في مختلف المراكز الهجومية سواء في خطّة جناح أيمن أو أيسر وكذلك يمكنه اللعب في دور قلب هجوم ذلك أن سرعته تساعده على النجاح في هذه الخطّة ومعدّل أهدافه محترم للغاية وبالتالي يمكن للشعباني توظيف المرزوقي في عديد المهام ليستفيد من نجاعته باعتبار أنّه سجّل أهدافا خلال الموسم الماضي أكثر من أفضل لاعبي الترجي وبالتالي فإن التعاقد معه يلوح مفيدا للغاية للترجي الذي كسب لاعبا له خبرة كبيرة بحكم مروره بفرق قوية مثل الإفريقي والملعب التونسي والنادي الصفاقسي.