لاعبون رفضوا اللعب لمنتخبات شمال إفريقيا “بلد الاجداد” بين الفشل والنّدم

أضحى اللاعبون مزدوجي الجنسية هدفا للكثير من المنتخبات خاصة على مستوى المغرب العربي وذلك لما توفّره هذه الفئة من اللاعبين من جودة وقيمة كبرى ومساهمتها في تصدّر منتخبات مثل الجزائر والمغرب وتونس المشهد الكروي العربي والإفريقي في السنوات الأخيرة

وفي غمرة محاولات الاتحادات العربية خاصة المغاربية منها لضم اللاعبين المولودين في أوروبا من أصول عربية ورغم استجابة الكثير منهم لنداء الوطن إلا أن هناك حالات كثيرة للاعبين فضّلوا منتخبات اوروبية اخرى على حساب بلد الأجداد

وإذا كان بعض هؤلاء اللاعبين قد حقق النجاح المأمول على غرار زين الدين زيدان ذي الأصول الجزائرية مع منتخب فرنسا وسامي خضيرة ذي الأصول التونسية مع ألمانيا حيث توجا بكأس العالم إلا أن لاعبين آخرين فشلوا فشلا ذريعا بل ومنهم من أصبح “يعضّ” أصابع الندم على اختياره تمثيل منتخب بلد المولد على حساب منتخب بلد أجداده

المنتخب الجزائري

اللاعبون من أصول جزائرية ولدوا في أوروبا بشكل خاص من خلال ظهور العشرات منهم خاصة بفرنسا وإذا كان لاعبون مثل رياض محرز وسفيان فيغولي وياسين براهيمي وإسماعيل بالناصر وقبلهم عنتر يحي وكريم زياني، اختاروا الجزائر عن قناعة وحب ونجحوا إلى حد ما في مشوارهم مع الجزائر، فإن آخرين مثل كريم بنزيمة الذي غادر “الديوك” من الباب الضيق، او سمير نصري وربما حتى نبيل فقير لم تكن مغامرتهم مع منتخب فرنسا في مستوى طموحاتهم وأحلامهم وهناك فئة أخرى من اللاعبين اعتذروا عن قبول اللعب للجزائر بسبب عدم إحساسهم بـ”الانتماء” في صورة بنجامين اسطمبولي ورومان حمومة، اللذين يملكان فعلا أصولا جزائرية لكن لا علاقة لهما أبدا بهذا البلد ويواصل الاتحادية الجزائرية مع لاعبين رفضوا سابقًا اللعب للجزائر مثل حسام عوار و ريان ايت نوري

المنتخب التونسي

وفي تونس برز جيل من اللاعبين مزدوجي الجنسية، الذين اختاروا اللعب لـ”نسور قرطاج” بدافع الولاء لبلد الأجداد على غرار وهبي الخزري ونعيم السليتي وإلياس السخيري، وحمزة رفيع وجيريمي دودزياك رغم المشكل القانوني الذي حال دون مواصلته وعمر العيوني وديلان برون وانيس بن سليمان و حنبعل المجبري وعيسى العيدوني و الكثير في منتخب الاواسط اضافة للاعبين آخرين سبقوهم في ذلك أمثال حسين الراقد وشوقي بن سعدة و أنيس بن حتيرة

وفي المقابل رفض لاعبون آخرون اللعب لتونس مثل صبري لموشي الذي حضر مرة واحدة مع “نسور قرطاج” في مباراة ودية وبقي على دكة الاحتياط قبل أن يغيّر رأيه ويلعب لفرنسا إلا أن تجربته كانت فاشلة لم يتوج بأي لقب اضافة الى حاتم بن عرفة الذي رفض المشاركة مع تونس في مونديال ألمانيا 2006 وفضل منتخبات الشبان بفرنسا قبل أن يلتحق بالمنتخب الأول حيث شارك في 15 مباراة فقط وسجل هدفين وكانت مغامرته أيضا متواضعة إذ لم يحقق أي لقب

وإذا كان سامي خضيرة الذي اختار ألمانيا على حساب تونس، قد نال كأس العالم مع “المانشافت” عام 2014، فإن مشوار شقيقه الأصغر راني مع ألمانيا لم يكن موفقا، حيث لم ينضم للمنتخب الالماني كما أن لاعبا متميزا مثل وسام بن يدر لاعب موناكو الفرنسي، لم يحقق النجاح المأمول مع “الديوك” بالرغم من الدعوات التي تلقاها للانضمام لنسور قرطاج

 بينما فشل نسيم بن خليفة فشلا ذريعا مع منتخب سويسرا، الذي وبالرغم من اختياره له على حساب تونس عام 2010، إلا أنه لم يخض معه سوى 4 مباريات لتنتهي مسيرته الدولية مبكرًا وانتقل للدوري التونسي من بوابة الترجي ثم الدوري الياباني نفس الحديث يخص لاعبين اخرين مثل كريم المرابطي

وتسعى الجامعة التونسية لاقناع بعض الاعبين حاليًا مثل اسماعيل الغربي و و الأخوين ياسين و عباس العياري و هيثم حسن

المنتخب المصري

ولم تكن مسيرة ستيفان الشعراوي ذي الأصول المصرية، مع منتخب إيطاليا بنفس الآمال التي كانت معقودة عليه بصفته كان أحد المواهب البارزة في “الكالتشيو” ورفض الشعراوي المولود لأم ايطالية وأب مصري، اللعب لمنتخب “الفراعنة” وفضل إيطاليا، إلا أن مشواره كان متواضعا جدا، حيث لم يخض في الفترة ما بين 2012 و2017 سوى 25 مباراة وسجل 4 أهداف

المنتخب المغربي

وبالنسبة للمنتخب المغربي فقد رفض الكثير من اللاعبين مزدوجي الجنسية الانضمام إليه في وقت سابق، مفضلين بلد مولدهم وأبرزهم إبراهيم أفيلاي، خالد بولحروز ومحمد احتارين وآدم ماهر وزكريا البقالي وأنور الغازي مع هولندا ومروان فيلايني وناصر شادلي مع بلجيكا وعادل رامي وماتيو القندوزي مع فرنسا وكريم بلعربي مع ألمانيا وطارق اليونسي مع النرويج وآدم ماسينا مع إيطاليا

وإذا كان كل من بولحروز وفيلايني وشادلي وعادل رامي حققوا مشوارا جيدا مع هولندا وبلجيكا وفرنسا تواليا خاصة رامي المتوج في صيف العام 2018 بلقب كأس العالم فإن مسيرة بقية اللاعبين كانت مخيّبة جدا ولم تتعدّ حدود اللعب لمنتخبات الشبان

تعليقات
error: المحتوى ملكية فكرية