حتى لا ينســــاها , 5 دروس تكتيكية لقنها معين الشعباني لباتريس كارتيرون

أعاد الترجي الرياضي إلى الأذهان صورة البطل الذي «قهر» القارة لعامين متتاليين حصد فيهما رابطة الابطال عندما تجاوز عقبة الزمالك بإمتياز ضاربا «عصفورين بحجر واحدة» حيث ضمن رسميا التأهل إلى دور الثمانية واقترب من إبعاد أحد المراهنين على اللقب في أعقاب مواجهة حسمها الدهاء التكتيكي لمعين الشعباني الذي دخل التاريخ بكونه أول مدرب يقود الترجي إلى الفوز في مصر

واختار قائد سفينة الترجي سياسة الاستمرارية بتعويله على التركيبة الفائزة في مقابلة الذهاب والتي قدّمت واحدة من أفضل المستويات في هذا الموسم ليجني الفريق الثمار بما أن جميع العناصر أظهرت لحمة كبيرة وكانت الخطوط متقاربة حيث لم يتركوا المساحات امام مهاجمي الزمالك وأغلقوا جميع المنافذ وخاصة من الرواقين التي تعتبر نقطة قوة الزمالك بوجود أشرف بن شرقي ويوسف أوباما ليجد الفريق المضيّف صعوبة في إخراج الكرة بما أن الترجي خيّر انتظار منافسه في منطقته الخلفية مع تقسيط المجهودات لتكون الانتعاشة البدنية حاضرة في كامل أطوار المقابلة وهو ما سهّل كثيرا من المهمة بحكم أن الرسم التكتيكي المنتهج جعل الزمالك يعوّل على اللعب المباشر والكرات الطويلة التي وجدت لها مدافعي الترجي بالمرصاد، كما حرم وسط ميدان الترجي مفاتيح لعب الزمالك وأبرزها الفرجاني ساسي من صنع اللعب ذلك ان محمد علي بن رمضان تكفّل بالمهمة بنجاح وكان رئة الترجي داخل الميدان

واتعظ المدرب الشعباني من الدروس الفارطة حيث لم يسع إلى المبادرة بالهجوم وصنع اللعب بل توخّى الحذر دون اتباع خطة دفاعية بحتة ولعب بتوازن كبير ساهم في تحقيق فوز باهر ليخرج الشعباني مستفيدا بارزا بما أنه ردّ على المشككين

حقق المدرب معين الشعباني فوزه الرابع على الفرنسي باتريس كارتيرون في ثامن مواجهة مباشرة درّب خلالها الأخير الأهلي والرجاء والزمالك ليتعادل الغريمان في حوارات مثيرة للغاية ثأر في آخرها الفني التونسي من غريمه من عثرة الموسم الفارط

كان الترجي الأكثر خطورة على مستوى الفرص السانحة حيث اقترب في عديد المناسبات من التسجيل بفضل الليبي حمدو الهوني الذي كان نشيطا في الرواق الأيسر وتغلّب على منافسه المباشر أحمد عيد، ولعل النقطة الفارقة في المواجهة تكمن في الاضافة الكبيرة التي قدّمها الظهير الأيمن حمدي النقاز الذي برز بشكل لافت ضد فريقه السابق وساهم في الفوز بتمرير حاسمة أكدت التحسن الكبير على مستوى الرواقين حيث سجّل الفريق هدفه الثالث من توزيعة عرضية في مبارياته ضد الزمالك ذهابا وايابا واتحاد بن قردان مع عودة الروح إلى الظهيرين النقاز والياس الشتي وهو ما يجعل الحلول موجودة مع ارتكاز الترجي على التوغلات الجانبية في غياب صانع ألعاب «كلاسيكي».

ومن الناحية الدفاعية كان الظهيران ثابتان حيث تفادى النقاز المجازفة في بعض الوضعيات مع الحرص على إيجاد التوازن في الحالة الهجومية خلال مقابلة كان خلالها الأداء الدفاعي محترما للغاية بوجود الحارس فاروق بن مصطفى ولاعبي المحور عبد القادر بدران ومحمد علي اليعقوبي اللذين قاما بدور كبير على مستوى قطع الكرات الفضائية ونجحا في الحدّ من خطورة قلب هجوم الزمالك أسامة فيصل.

نجح الترجي في تفادي قبول أهداف للمرة الأولى في دور المجموعات حيث اهتزت شباك بن مصطفى ضد تونغيث ومولدية الجزائر والزمالك في مرحلة الذهاب.

تفادى الترجي الحسابات في الجولتين القادمتين كما أنه سيتعامل بشكل جيد مع ماراطوني المباريات الذي ينتظره محليا وقاريا، فالتأهل المبكر سيمكّن الإطار الفني من تفادي تأثير الإرهاق الذي قد ينتاب اللاعبين ويجعل التعامل مع المباريات القادمة أسهل بكثير بحكم الوضعية المريحة في البطولة الوطنية ورابطة الابطال كما أن الفرصة ستكون سانحة لعديد العناصر من أجل نيل الفرصة والعودة إلى أجواء المباريات في انتظار بدء التحضير للمرحلة القادمة من المسابقة القارية. ورغم خوض مقابلة صعبة ضد النجم الساحلي يوم السبت الفارط ضد النجم الساحلي، فإن الترجي أظهر جاهزية كبيرة من الناحية البدنية إذ لم تظهر مخلفات الإرهاق على اللاعبين الذين تحركوا بلا كلل أو ملل طيلة المواجهة وكسبوا الرهان عن جدارة.

تجاوز الترجي مرحلة المجموعات بنجاح للمرة الخامسة على التوالي أي منذ نسخة 2017 التي عرفت إقرار نظام جديد في هذا الدور كما دعّم فريق باب سويقة رقمه القياسي بتخطي مرحلة المجموعات للمرة 14

تعليقات
error: المحتوى ملكية فكرية