كان تقديم الثنائي حنبعل المجبري وكريم الرقيق في قيمة نجومية اللاعبين على الصعيد الدولي، فالجامعة التي بذلت مجهودا كبيرا من أجل الحصول على موافقة اللاعبين، أبهرت النجمين بطريقة تقديمهما إلى الإعلام الوطني والعالمي، بما أن المجبري كان ضيفا مبجلا على تونس خلال الأيّام الماضية رفقة عمر الرقيق.
ويكفي متابعة صدى هذه الخطوة للتأكد من أهمية ما التي قامت به الجامعة في هذا الإطار باعتبار أن الفرنسيين لم يقبلوا إلى حدّ الان خسارة نجم موهوب في قيمة حنبعل المجبري، فخلال الموسم القادم سيكون المجبري حاضرا بانتظام في صفوف مانشستر إلى جانب نجم منتخب فرنسا بوغبا (إن لم يرحل)، كما أن كلمات المجبري خلال تقديمه يوم الأحد قرّبته أكثر من الجماهير التونسية خاصة عندما أعلن أنّه “غلّب لغة القلب على منطق العقل” مفضلا الاستجابة للروابط التي تجمعه بتونس على تمثيل منتخب فرنسا.
وهذا التصريح كان له صدى قوي في مختلف وسائل الإعلام إذ من النادر أن اختار لاعب شاب منتخبا إفريقيا على حساب منتخب فرنسا رغم أنّه يلعب لواحد من أكبر الأندية في العالم، خاصة وأن كلام عمر الرقيق لم يختلف عنه كثيرا ولكن باعتبار أنّه لم يشارك بعد مع الفريق الأول فإن صدى تصريحاته ليست بتلك الأهمية التي يمثلها تصريح المجبري.
أبواب أخرى
مرّت الجامعة والإطار الفني، من مرحلة دعوة كل من يحمل الجنسية التونسية، إلى دعوة كل من له القدرة على المساعدة، وهنا يكمن الاختلاف الكبير، فقد أثبتت التجارب السابقة أن الاندماج مع المسابقات الإفريقية ليس سهلا، وأن اللعب لفريق أوروبي لا يوفر الضمانات للحضور بانتظام مع المنتخب الوطني، بدليل لاعبين مثل اللمطي أو العيوني وغيرهما لم يعاودا الظهور من جديد لأنهما فشلا في إثبات أفضليتهما على بقية العناصر الأخرى، وبالتالي فإن المدرب الوطني ابتعد عن المنوال الذي اعتمدته منتخبات أخرى التي تستدعي أي لاعب ينشط في أوروبا سواء كان قادرا على فرض نفسه أو كان مستواه عاديّا.
وما يؤكد تأثيرات دعوة المجبري وعمر الرقيق، أن كريم الرقيق شقيق عمر الأكبر، الذي عزز صفوف منتخب هولندا الأول عبّر صراحة عن رغبته في تعزيز المنتخب الوطني ليلتحق بشقيقه الأصغر.
وهذا الأمر إن تمّ سيكون أقوى رسالة عن قوة المشروع الرياضي الذي كرسته الجامعة بما أن العزوف عن تعزيز صفوف المنتخب الهولندي بعد هذه المواسم يعتبر أمرا مهما للغاية سيساعد على استقطاب لاعبين اخرين دون مشاكل كبيرة.
وفي هذا الإطار فإن الجامعة تسعى إلى استقطاب لاعبين اثنين، يتوقع أن يكون لهما شأن كبير ويشغلا أدوارا هجومية والملف في أشواطه الأخيرة ما يسمح بتعزيز المنتخب الوطني بلاعبين مهاريين من شأنهم تقديم الإضافة في المواعيد الكبرى.
وهذا التوجه الجديد يضمن العدل في فرص المشاركة مع نسور قرطاج بما أن الأماكن ستمنح للأفضل، والأولوية ستكون لحقيقة الميدان وليس للانتماء الرياضي، ذلك أن الرقيق مثلا سيجد منافسة قوية ليفرض نفسه أساسيا ولن يتمتع بأفضلية عن كل اللاعبين الاخرين بل إن الكبير سيحسم الأمر حسب المستوى الفني وحجم الإضافة فقط.
منافسة قوية
انطلاقا من شهر جوان سيدخل المنتخب الوطني المرحلة الأهم والأصعب في تاريخه لأن التنافس سيكون قويا للغاية كما أن مقابلاته ستكون محل اهتمام إعلامي كبير نظرا لوجود حنبعل المجبري في المقام الأول.
ووجود هذا اللاعب لن يخدم المنتخب الوطني فنيا فقط بل سيساهم في رفع مستوى بقية العناصر التي ستحاول أن تظهر أحقيتها باللعب إلى جانب نجم من نجوم مانشستر يونايتد ولهذا فإن المكاسب من ضم المجبري إلى المنتخب لا تحصى ولا تعد.
ومثلما أشرنا إليه سابقا، فإن معاينة ما ينشر عن هذا اللاعب في مختلف المواقع الكبرى تثبت أنّ من العناصر التي سيكون لها شأن كبير في المستقبل وأن وجوده مع نسور قرطاج ستستفيد منه كرة القدم التونسية بشكل عام وليس المنتخب الوطني فقط، وهي فائدة رياضية وتسويقية وتنافسية وبالتالي من الضروري حسن استثمار وجوده بيننا بهدف تطوير المشهد الرياضي، والتأهل إلى كأس العالم المقبلة سيجعل الجامعة تغنم عائدات مالية أكبر من الإشهار نظرا إلى وجود هذا اللاعب الذي سيكون مبدئيا نجم
وكشف مدرب منتخب الجزائري جمال بلماضي في تصريح لصحيفة النهار أنه قرر مواجهة المنتخب الوطني من أجل تحسين الترتيب في تصنيف الفيفا قبل خوض غمار تصفيات كأس العالم قطر 2022.
وقال بلماضي مازحا” حسابات تصنيف الفيفا معقدة جدا ويجب أن تكون مهندس فضاء لفهمها”.
ويستقبل المنتخب الوطني ضيفه الجزائري يوم 11 جوان الجاري بملعب حمادي العقربي برادس في دربي مغاربي بإطار ودي.
ويذكر أن منتخب نسور قرطاج يحتل المركز الثاني إفريقيا في حين يتواجد محاربو الصحراء في المركز الرابع.