تجاوز النادي الإفريقي المرحلة الأخطر بالنسبة إليه بشأن العقوبات التي صدرت من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن عدم خلاص مستحقات لاعبين ومدربين وأندية وأمكن للفريق رفع عقوبة منع الانتداب التي كانت مسلطة عليه من قبل “الفيفا”. وبنهاية كابوس هذه العقوبات دخل النادي الإفريقي مرحلة جديدة في تاريخه، الهدف منها تسوية كل الديون وعدم انتظار نهاية الآجال حيث دخل الفريق في مفاوضات مع أندية جزائرية من أجل الوصول إلى تسويات سريعة بشأن مستحقاتها المالية التي فشل الفريق في خلاصها
وهذا التحرك سيساعد الفريق كثيرا باعتبار أن الأندية لا تملك الان حكما باتا يفرض على الإفريقي الخلاص وبالتالي فإن الإفريقي لا يوجد في موقف ضعف، بل إن التفاوض الان يعطي الإفريقي مجالا أكبر لتخفيض طلبات هذه الأندية وبالتالي الوصول إلى تسويات منطقية إضافة إلى أن التأخر في السداد يعني زيادة قيمة المبلغ المالي الذي يتعين على الإفريقي خلاصه بنسبة تفوق 5 بالمائة لتكون الهيئة في سباق ضد الوقت من أجل تفادي تكبد مصاريف اضافية تسعى الى توفيرها لسد مختلف الاحتياجات اليومية لجميع الفروع
محام تونسي يتكفل بالملف
على غرار بقية الملفات الأخرى التي تم تجاوزها في الفترة الماضية من قبل إدارة النادي الإفريقي، تم الاعتماد على مجموعة من المختصين الذين يملكون علاقات قوية مع الدائنين لتسهيل التفاوض وتسريع الإجراءات وهذا التمشي مكن الإفريقي من ربح وقت ثمين مثلما مكنه من تخفيض الطلبات المالية بعد أن قبلت بعض الأطراف التنازل عن غرامات التأخير.
وبالنسبة إلى الملف الجزائري، فقد استعانت الهيئة بمحام تونسي له علاقات قوية مع الأندية الجزائرية وهو من يقود المفاوضات منذ أسابيع بهدف الوصول إلى حل وسط ينهي الجدل إما بتقسيط المبلغ أو التخفيض فيه بشكل يسمح للإفريقي بغلق كل الملفات في أسرع وقت ممكن إذ يمكن للنادي أن يسوي كل ديونه قبل نهاية العام الجديد وبالتالي يدخل عام 2022 بتوازن مالي تاريخي إذ ستكون المرة الأولى التي ينجح خلالها الإفريقي في غلق ملفات الديون بالكامل وحينها يمكن توجيه المداخيل نحو تطوير البنية التحتية في النادي وغيرها من الملفات الأكثر أهمية والتي من شأنها أن تساعد الفريق على الهيمنة محليا مجددا.
اندماج سريع
لم يجد نادر الغندري صعوبات في فرض نفسه صلب المجموعة فقد سبق له التدرب مع معظم اللاعبين وبالتالي سارت الأمور إلى حد الان بشكل مثالي ولكن في المقابل فإن المفاجأة تتمثل في اندماج لاري العزوني صلب أجواء النادي الإفريقي أسرع مما توقعه الجميع حيث أظهر العزوني رغبة كبيرة في الاستفادة من الحصص التدريبية حتى يُثبت مهاراته العالية ويضمن لنفسه مكانا أساسيا، ذلك أنّ سجله الحافل بالمحطات المميزة في أوروبا وخاصة منها اللعب لمرسيليا في أصناف الشبان أو تعزيز صفوف المنتخب الفرنسي يعطيه أفضلية عن بقية اللاعبين إضافة إلى أن لديه تجربة دولية لا يستهان بها بعد أن كان حاضرا في كأس إفريقيا 2017 وهو من العناصر الواعدة القادرة على توفير إضافة حقيقية للفريق في الموسم القادم، ويسعى العزوني الى استعادة مكانه في المنتخب الوطني ذلك أن التألق مع فريقه الجديد سيفتح أمامه أبواب العودة من الباب الكبير في ظل الالتزامات الهامة لنسور قرطاج والتي تستوجب زادا بشريا كبيرا للتعامل مع مختلف الالتزامات التي تنتظره.
إشكال التحضيرات
لم تخدم الظروف تحضيرات النادي الإفريقي وخاصة بعد العودة من الجزائر بما أن المدرب منتصر الوحيشي لم يتمتع بفرصة الاعتماد على الفريق الأساسي في لقاء ودي إلى حد الان وفي كل مقابلة يفتقد لاعبا أو لاعبين، كما أن التحضيرات عرفت اضطرابا بسبب عدول مستقبل سليمان عن اللعب وديا ضد الإفريقي خلال الأسبوع الماضي إضافة إلى أن المدرب وجد نفسه مجبرا على إلغاء المقابلات الودية ضد أندية وضعتها القرعة في مجموعة الإفريقي وبالتالي فإن الفريق واجه ناديا فقط من الرابطة الأولى وهو أمل حمام سوسة.
كما ستعرف التحضيرات في الفترة القادمة غياب عدد من العناصر بما أن رودريغ كوسي وأمادو صابو سيلتحقان تباعا بمنتخبي البنين والنيجر، ونبيل لعمارة مصاب والحارس معز حسن الذي قد ينضم للمنتخب الأول بعد غيابه عن التربص الفارط بسبب وجوده دون فريق ومع انضمامه الى النادي الافريقي ينتظر أن يكون ضمن القائمة التي ستشارك في التصفيات المونديالية.
كما أن عددا مهما من العناصر الشابة سيكون على ذمة المنتخب الأولمبي الذي يشارك في دورة لطفي السبتي في بن قردان حيث وجه المدرب ماهر الكنزاري الدعوة الى ستة لاعبين وهم الحارسين أحمد العبيدي وأسامة الحنزولي واللاعبين شهاب العبيدي وحمدي العبيدي وعزيز القاسمي ومحمد أمين زغادة وبالتالي فإن المدرب لن يتسنى له التعويل على كل اللاعبين المهمين في الفترة القادمة وهو عامل يعيق الفريق وتحضيراته للموسم الجديد ويضع الوحيشي في موقف لا يُحسد عليه.