شهدت مقابلة أمل حمام سوسة عودة الحارس الدولي فاروق بن مصطفى الى التشكيلة الأساسية بعد غياب امتد 13 مقابلة في جميع المسابقات ليساهم في انهاء الترجي الرياضي لمرحلة الذهاب بفوز مهم ساوى الانفراد بصدارة المجموعة الأولى حيث حافظ على عذارة شباكه ونجح في قيادة الخط الخلفي لينجو من مباراة «فخ» باعتبار أن ارتكابه أخطاء كان سيجعله الخاسر الأكبر في ظل المنافسة الموجودة مع معز بن شريفية.
وخسر بن مصطفى مكانه الأساسي منذ مقابلة تونغيث السينغالي في شهر مارس الفارط حيث عوّل المدرب السابق معين الشعباني على معز بن شريفية في نهاية منافسات الموسم الفارط مع إبقاء الأول للطوارئ مثلما حصل في مواجهة الإياب ضد شباب بلوزداد التي تألق فيها ابن النادي البنزرتي في الركلات الترجيحية لكن ذلك لم يشفع له باستعادة مكانه بإستثناء المقابلة الشكلية ضد نجم المتلوي في الجولة الختامية من الموسم الفارط (19 ماي) وكانت الأخيرة له كأساسي بحكم أن التغيير الحاصل في الاطار الفني بقدوم المدرب راضي الجعايدي لم يغيّر في وضعيته رغم النقد اللاذع لزميله معز بن شريفية.
وأسال قرار تثبيت معز بن شريفية حبرا غزيرا في الآونة الفارطة بحكم وضعية منافسه في الترجي مع المنتخب الوطني حيث بات فاروق بن مصطفى الحارس الأساسي في حسابات المدرب منذر الكبيّر رغم عودة معز حسن الى المنافسات وتألق بشير بن سعيد مع الاتحاد المنستيري لتقع المطالبة بإعادة ترتيب الأدوار في الترجي أو المنتخب الوطني طالما أن التعويل على حارس عاطل لن يضيف الكثير للجانبين، وما يحسب لبن مصطفى في هذا الظرف هو محافظته على تركيزه وحضوره الذهني اذ لم يتأثر بابتعاده عن المنافسات المحلية والقارية ليبرز بشكل لافت مع «نسور قرطاج» في تصفيات كأس العالم وقاد رفاقه الى الدور الحاسم وخاصة في المواعيد الصعبة ليؤكد سعة إمكاناته.
قناعة أم حماية؟
رافقت هزات الترجي منذ الموسم الفارط حملات كبيرة ضد الحارس معز بن شريفية الذي لا يتحمّل مسؤولية كبيرة في أغلبها لكن تغييره أصبح مطلبا ملحا لعديد الأنصار مثلما يبرز على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم قدوم الجعايدي فإن حارس الترجي حافظ على مكانته صلب المجموعة وواصل اللعب أساسيا رغم المستوى الجيد لفاروق بن مصطفى مع المنتخب الوطني، ولئن مرّت المقابلات الأولى دون مصاعب فإن الخسارة ضد اتحاد تطاوين أعادت الجدل حول الأحقّ بحراسة أخشاب الترجي لكن الاطار الفني حافظ على قناعاته من خلال تثبيت بن شريفية في لقاء نجم المتلوي وهو ما يبرز ثقة كبيرة في «قيدوم» الفريق صحبة خليل شمام أو سعيا لحمايته ودعمه في الأوقات الصعبة تفاديا لانعكاسات إخراجه من الحسابات بسبب خطإ وارد في عالم كرة القدم، كما أن المدرب الجعايدي سعى الى إيصال رسالة واضحة مفادها عدم تأثره بالانتقادات أو الحملات الجماهيرية التي تهمّ الاختيارات البشرية طالما أنه سار في الاتجاه الذي يراه صحيحا وأكده في تصريح عقب مواجهة نجم المناجم عندما أبرز أن بن شريفية ليس مهددا مع التأكيد على أن فرصة بن مصطفى ستأتي.
وخدمت النتائج الجعايدي بخصوص تعامله مع مسألة حراسة المرمى رغم الفشل في احراز اللقب الأول في الموسم ضد الاتحاد المنستيري ذلك أن الفريق تأهل الى دور المجموعات لكأس رابطة الأبطال وضمن صدارة مجموعته في البطولة لكن الاختبارات الصعبة في الطريق وحينها سيكون الاختيار صعبا والمحاسبة أكبر.
رفع معنويات
أتت اللحظة المناسبة لبن مصطفى من أجل استعادة مكانه في الترجي الرياضي بعد انتظار طويل رافقه جدل كبير من شأنه التأثير على معنويات الحارس الذي يدرك جيدا قيمة غيابه عن المنافسات، ويبدو أن المدرب الجعايدي أراد رفع الحالة المعنوية لحارسه قبل شدّه الرحال الى الدوحة للمشاركة في كأس العرب ذلك أن بن مصطفى سيكون ثابتا في التشكيلة الأساسية ومن شأن اشراكه في لقاء حمام سوسة تمكينه من العودة الى أجواء المباريات وضغوطاتها باعتبار أنه فقد النسق منذ أكثر من ثمانية أشهر.
ويمكن القول إن الجعايدي أصاب بمنح الفرصة أخيرا لفاروق بن مصطفى حيث كان التوقيت مميّزا وسيجعل زميله معز بن شريفية يبذل مجهودات مضاعفة في فترة التحضيرات لتدارك نقائصه ومواصلة كسب الثقة قبل اقتحام المرحلة الأصعب من الموسم بالدخول في دور مجموعات رابطة الأبطال لكن المنافسة تخدم الترجي كثيرا بوجود حارسين في المستوى نفسه وهو ما يريد الجعايدي ارساءه للذهاب بعيدا في المسابقة القارية لتكون مقابلة أمل حمام سوسة بوابة نحو العودة بقوة في الحسابات رغم أن «شبح» المقارنات سيتواصل في مشاركة المنتخب الوطني في كأس العرب فبن مصطفى يدرك جيدا أن ارتكاب أخطاء سيؤثر على وضعه في فريقه