بعد أقل من 7 أشهر تقريبا على تعيينه، غادر المدرب لسعد جردة الشابي أسوار نادي الرجاء المغربي وذلك بعد فك التعاقد بصفة وديّة بينه وبين الإدارة الجديدة. فمثلما كان متوقعا في الساعات الماضية لم تنتظر هيئة الرئيس الجديد أنيس المحفوظ كثيرا لتغيير الإطار الفني عقب التعادل في الدربي المغربي ضد الوداد البيضاوي بهدف لهدف.
زميلنا عزيز الجباري حاور المدرب التونسي الذي فتح قلبه للحديث عن أسباب هذه القطيعة والأجواء في البطولة المغربية متحدثا عمّا إعتبره «إقالة منتظرة» مع كل جولة وعلاقته بالإعلام المغربي فضلا عن الوجهة القادمة وحقيقة العروض التي يفاوضها بالتوازي مع تدريبه للرجاء البيضاوي فضلا عن إمكانية عودته للبطولة التونسية وعلاقته الحالية بالنجم الساحلي والنادي الصفاقسي .. كل هذا وأكثر في الحوار التالي :
كيف تقبلت مغادرة الرجاء المغربي ؟
بصدر رحب (ضاحكا) دعني أكشف للجميع أنني المدرب الأكثر إقالة في البطولة المغربية منذ قدومي إلى الرجاء المغربي بما أن التقارير الإعلامية ربطت إسمي بمغادرة الفريق في صورة الهزيمة في كأس الكاف التي تزامنت مع حادثة الخلاف مع محسن متولي وبعض الأسماء الأخرى ثم أكدوا أن الإدارة ستقيلني إذا لم أتحصل على لقب البطولة العربية ثم أكدوا أنني سأقال من مهامي في صورة الهزيمة أمام الوداد في الدربي لكن لم أنهزم.
هناك نوع من عدم الرضاء عن هذا القرار، أليس كذلك ؟
لسعد الشابي قاد الرجاء في 40 مقابلة حقق خلالها الفريق 25 إنتصارا و 10 تعادلات و5 هزائم، رفعنا لقب كأس الكنفدرالية الإفريقية ثم أصبحنا أبطال العرب بعد مباراة بطولة أمام الاتحاد السعودي ولا يوجد مدرب أجنبي في تاريخ الرجاء خاصة والكرة المغربية عامة قام بما قمت به خلال 7 أشهر فقط تقربيا ..أنعشت خزينة النادي بأموال كبيرة بعد اللقبين وتنازلت عن مبلغ كبير من مكافأة التتويج لصالح أكاديمية الفريق لأقول وأثبت أن المدرب التونسي له تاريخه وسمعته ونجاحاته أينما حل ..أنا مدرب محترف أتقبل جميع التغييرات في مسيرتي بحكمة ورصانة والأكيد أن المستقبل سيثبت إذا ما كان قرار القطيعة في محله وصائبا أم لا. الجماهير هي التي ستحكم بنفسها، أعتبر القرار عاديا إلى أبعد الحدود. كل إدارة جديدة لها رؤيتها ونظرتها الفنية وخصوصا فريق عملها والمدرب الذي تراه صالحا وقادرا على إفادة المجموعة وبالتالي لا يمكنني البقاء مع أطراف غير مقتنعة بعملي أو بقدرتي على تقديم الإضافة رغم أن الرئيس الجديد كان عضوا في الإدارة القديمة ويعي تماما ما قمت به من أجل الرجاء.
ألا تعتبر أن حادثة متولي كانت الشرارة الأولى لاندلاع الخلافات ؟
لا ليس كذلك ومحسن متولي كغيره من اللاعبين لا يملك أسبقية أو أفضلية على بقية زملائه.. حين جئت لتدريب الرجاء كانت الأوضاع في حجرات الملابس متشنجة وحاولنا قدر المستطاع تنقية الأجواء وفرض الإنضباط ويبدو أن عملي ظهرت ثماره بما أننا نجحنا في الأهداف التي رسمناها مع الإدارة بحيث رفعنا لقبي كأس الكنفدرالية الإفريقية والبطولة العربية أما بالنسبة إلى البطولة المغربية فإن عديد العوامل ساهمت في إبتعادنا عن المنافسة لصالح الوداد .. لا نملك الرصيد البشري الكافي للمنافسة على 3 واجهات مختلفة وكان من الضروري تحديد الأولويات وبالنسبة إليّ أهدافي واضحة منذ البداية وهو أكبر عدد ممكن من الألقاب، من يريد الكل يخسر الكل على الأقل أنا توجت بلقبين مهمين. لم يكن أحد المتفائلين في الإدارة يتوقع التتويج وهذا أمر رائع جدا بالنسبة إلى الجميع في الرجاء وبالنسبة إلى كرة القدم في المغرب بشكل عام.
إعتبارك أن نتيجة التعادل ضد الوداد مشرّفة أليست القطرة التي أفاضت الكأس ؟
عودوا إلى تصريحاتي الإعلامية بعد مقابلة الدربي ضد الوداد المغربي وإذا ما قلت شيئا في هذا السياق تعالوا به .. الإعلام المغربي مغاير تماما لما نعيشه في تونس وتقريبا كل يوم أسمع خبرا غير صحيح وإقالة غير موجودة، مثلما قلت أقالوني أكثر من 5 مرات في 7 أشهر لتفهم ماهية العلاقة بيننا وأكتفي بهذا القول ..أما بالنسبة إلى مقابلة الوداد فمجريات المقابلة فرضت علينا الإكتفاء بنقطة التعادل لأعد قبلها إلى شيء من التاريخ. أنا واجهت الوداد في مناسبتين بمعدل هزيمة وتعادل ولم أحقق الإنتصار في الدربي مع العلم أن الإنتصار على الوداد هو المعيار في البقاء أو المغادرة على ما يبدو لأنني عوضت السلامي بعد هزيمة في الدربي وأنا غادرت بعد تعادل في الدربي لتفهم واقع الكرة المغربية .. بالنسبة إلى الدربي الأخير خضنا المقابلة بتشكيلة خالية من اللاعبين الأجانب لأننا لا نملك مجموعة ثرية والرصيد البشري محدود أما اللاعبون الأجانب فعبّرت سابقا عن عدم إقتناعي بإمكانياتهم وكان من الاجدر على الإدارة البحث عن أسماء قادرة على تقديم الإضافة عوض أشياء أخرى لسنا هنا للوقوف على الأطلال والرجاء أصبح صفحة من الماضي.
يشاع بأنك في مفاوضات متقدمة مع الحزم السعودي بالتوازي مع إشرافك على الرجاء ؟
غير صحيح، الإعلام في المغرب كعادته يريد أن يجد مخرجا ومنفذا للإدارة من أجل تفسير قرار التخلي عن خدماتي في هذا التوقيت بالذات ورغم أن نتائج الفريق لا تعتبر كارثية أو صادمة خصوصا وأن البطولة مازالت في بداياتها فضلا عن كوننا ننافس على جميع الألقاب الممكنة مثلما جرت العادة، سمعت مثلكم أنني في مفاوضات مع نادي الحزم السعودي الذي أكن له كل الإحترام شأنه شأن إدارته لكن لم يحصل لي الشرف (ضاحكا) وإن إتصلوا بي أو فكروا في شخصي من أجل تدريب الفريق فإنني لا أفكر حاليا في البطولة السعودية لأنني سطرت برنامجي للفترة القادمة وأولوياتي.
لو تكشف لنا تفاصيل أكثر في هذا السياق ؟
في الموسمين الأخيرين لم أستطع البقاء لمدة طويلة مع عائلتي في النمسا وكانت زياراتي محددة بالوقت والدقيقة ولم يكن بالإمكان قضاء وقت طويل مع أبنائي .. حاليا قررت السفر إلى النمسا من أجل التمتع بقسط من الراحة وقضاء الوقت مع عائلتي وبالتوازي مع ذلك ستتحدد في الفترة القادمة وجهتي المستقبلية فأنا مدرب كرة قدم ولن أبقى طويلا في المنزل. مكاني هو الملعب والمقابلات وبالتالي فإن الوجهة القادمة ستكون مسألة وقت لا غير.
إرتبط إسمك بالنجم والصفاقسي .. هل تفكر في العودة إلى البطولة التونسية ؟
ولم لا أعود إلى البطولة التونسية ؟ النجم الساحلي والنادي الصفاقسي فريقان كبيران وشرف بالنسبة إلى أي مدرب تدريبهما لكن الوضعية مختلفة في كل فريق .. أعتقد أن النادي الصفاقسي يملك مدربا في الفترة الحالية رغم الحديث عن قرب مغادرته الفريق لكن الأمر لم يحصل وبالتالي ليس من أخلاقي ومبادئي الحديث عن فريق يملك مدربا زميلا وعليه فإن هذا الأمر سابق لآوانه أما بالنسبة إلى النجم الساحلي فإنني أنفي أي إتصالات جمعتني مع مسؤولين من فريق جوهرة الساحل وتدريب النجم أمر كبير وشرف بالنسبة إليّ ومجرد التفكير في شخصي يسعدني لكن في الحقيقة لا توجد أي إتصالات بيننا ولعلّ الساعات القادمة تأتي بإتصال من هنا وهناك (ضاحكا). على كل النادي الصفاقسي والنجم من الفرق التي تملك قاعدة جماهيرية كبيرة ومجموعة فنية قادرة على الذهاب بعيدا في كل المسابقات فقط هم بحاجة لتنقية الأجواء وجعل اللاعبين يعملون في أجواء مريحة وأفضل والنتائج ستأتي سريعا.
أين سنجد لسعد الشابي في الفترة القادمة ؟
أينما ذهبت ستجدني حاضرا (ضاحكا) مثلما قلت سأتمتع حاليا بقسط من الراحة مع عائلتي وريثما تتحدد الوجهة القادمة في مسيرتي التدريبية سأحاول قضاء بعض المسؤوليات والثابت أن الفريق الجديد سيتحدد في وقت قصير ولن أبتعد لفترة طويلة عن الملاعب لأن جميع البطولات في العالم تشارف على نهاية مرحلة الذهاب والمنافسة مازالت طويلة وبالتالي فإن المستجدات ستكون يومية وحتى نلتقي أتمنى للمنتخب الوطني التألق في المقابلتين القادمتين وضمان التواجد في الدور القادم من التصفيات.. الشعوب تحتاج إلى كرة القدم من أجل أن تفرح وشعبنا يحتاج الى البسمة في هذه المواقف الدقيقة التي نعيشها يوميا.