حـــنـــبـعـــل المجبري يلقن المغربي الإسباني عبد الصمد الــزلـــزولي درسًا

تلقى المنتخب المغربي الشقيق صدمة قوية عندما أيقن أن الاعتماد على النجم الواعد عبد الصمد الزلزولي لن يكون ممكنا خلال كأس إفريقيا التي تنطلق بعد أيام قليلة حيث تراجع عن قراره السابق بتمثيل المنتخب، ورغم أنّه لم يعلم رسميا اختياره تمثيل منتخب إسبانيا إلا أن ذلك لا يعني اليا أنّه لا يفكر في هذا الأمر بل يعتزم تمثيل بطل العالم 2010، خاصة بعد أن كشف فريق برشلونة الإسباني أنّه لم يضغط على لاعبه من أجل رفض دعوة المغرب وترك له حرية القرار، وهو أمر لا يبدو منطقيا لأن تغير موقف الزلزولي قبل يومين فقط من الانضمام لتربص «أسود الأطلس» يكشف ضمنيا عن وجود تهديدات أو إغراءات خاصة وأن برشلونة لا يريد خسارة خدماته في هذه الفترة من الموسم التي تعرف خلالها نتائج الفريق تراجعا كبيرا.

وهذه الحادثة كانت صادمة ولها تداعيات كبيرة في العالم بما أن التطور الكبير الذي عرفته الأحداث في ظرف ثلاثة أيام فقط جعل الجامعة المغربية في موقف محرج للغاية، حاول رئيسها تبريره بالقول أن اللاعب طلب القدوم في شهر مارس القادم ولكنّه أعلمه بأنه لا يضمن له دعوة جديدة.

درس قوي

تصرف النجم المغربي الإسباني، يتناقض تماما مع تصرف التونسي حنبعل المجبري الذي اختار تمثيل المنتخب الوطني رغم أنّه كان مرشحا لتعزيز صفوف منتخب فرنسا بما أنّه لعب لمنتخبات الشبان في فرنسا كما انضم إلى فريق مانشستر يونايتد الإنقليزي وأسهمه كانت مرتفعة بشكل كبير والفرنسيون يتابعونه بشكل دائم خاصة وأن انتقاله إلى الدوري الإنقليزي كان بمقابل مالي مهم بعد جدال قانوني كبير. ورغم الاغراءات الفرنسية فإن المجبري كان حاسما واتخذ قراره بكل تلقائية ولم يرفض تمثيل نسور قرطاج بل إن كل ما حصل منذ أن أصبح لاعبا دوليا يثبت أنّه من «الغباء» التفكير في مشاهدته بقميص فريق آخر غير منتخبنا فتصرفاته على الميدان وتصريحاته تثبت أن الدماء التونسية تسيطر على شخصية حنبعل.

أما الزلزولي فقد راوغ منتخب بلاده مع أول تهديد أو إغراء ترك صدمة لدى الجماهير المغربية، ورغم أن هذه الوضعية ليست الأولى إلا أن السرعة التي رافقت الأحداث في الفترة الأخيرة تؤكد أن الجامعة المغربية فشلت في التعامل مع الملف بشكل سريع وحاسم وتركت عديد الثغرات التي أمكن للجانب الإسباني التسرب منها لإقناع الزلزولي بتغيير موقفه سريعا قبل أيام من المشاركة في كأس إفريقيا.

استراتيجية موفقة

التعامل مع الملف يكشف أيضا أن الجامعة التونسية كانت موفقة في الخطة التي وضعتها من أجل انتزاع موافقة المجبري باعتبار أن عديد الخطوات سبقت الإعلان الرسمي عن قبول حنبعل تمثيل منتخبنا وخاصة فتح قنوات التواصل مع المقربين منه وخاصة والده لطفي المجبري الذي كان حريصا على أن يؤطر ابنه وترك حرية الاختيار أمامه حتى لا يتراجع أو يندم وهو ما حصل فعلا، كما كان للجامعة لقاء بالمجبري عند قدومه إلى تونس خلال الصيف قبل الماضي دون أن تُعلن عن ذلك رسميا وتركت أمامه فرصة اتخاذ القرار بشكل فردي إلى أن تم الأمر بشكل رسمي وأمضى الوثائق القانونية ثم إرسالها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولم يُعلن عن موافقة اللاعب بشكل رسمي إلا بعد موافقة «الفيفا»، ومن الواضح أن المغرب لم تقدم مشروعا مقنعا إلى الزلزولي والخطاب كان منقوصا، وبعيدا عن شعارات الوطنية وغيرها لأن اللاعب عاش طويلا في إسبانيا وبالتالي تعود بثقافتها فإن الملف يكشف عن عديد النقائص خاصة وأن المنتخب التونسي نجح في كسب ثقة لاعبين آخرين مثل عمر الرقيق الذي قبل تمثيل تونس رغم أن شقيقه كريم يلعب لمنتخب هولندا وغير ذلك من الحالات التي تؤكد أن خطة الجامعة كانت ناجعة وأن حنبعل يُعتبر استثناء ودرسا للشبان في سنه وكذلك لبقية المنتخبات الأخرى التي ترغب في الاستفادة من مزدوجي الجنسية.

تعليقات
error: المحتوى ملكية فكرية