أيام معدودات تفصل النجم الساحلي عن العودة إلى النشاط الرسمي سواء في مسابقة رابطة الأبطال أو منافسات البطولة المحلية، فالفريق مقبل على عدة تحديات ومباريات حاسمة إذ يفترض أن تكون ضربة البداية بعد هذه الراحة الطويلة بخوض مباراة البطولة ضد مستقبل سليمان والتي ينتظر أن يحتضنها ملعب بن جنات في المنستير، قبل أن يواجه بعد ذلك فريق شباب بلوزداد الجزائري ضمن منافسات دور مجموعات المسابقة الإفريقية.
الثابت في هذا السياق أن الفريق سيكون بثوب مغاير وبتشكيلة ستشهد بعض التغييرات مقارنة بتشكيلة بداية الموسم، والتي ستعرف بالخصوص غياب أحد أبرز العناصر المؤثرة ونعني بذلك ياسين الشيخاوي الذي تعرض إلى إصابة حادة منذ أكثر من شهر، كما ستعرف تشكيلة النجم غياب أحد أبرز هدافيه في الموسم الماضي وهو الطيب المزياني الذي وقع التفريط فيه لنادي أبها، لكن في المقابل تعزز الرصيد البشري بعدة عناصر جديدة يمكن أن تلعب دورا هاما صلب الفريق من أجل تجاوز الصعوبات السابقة وتحقيق التألق قاريا والنجاح في العودة بقوة ضمن المسابقة المحلية، والحديث هنا يهمّ بالأساس العائدين من الإصابة أمين بن عمر وأيمن المثلوثي والعائد بعد غياب إيهاب المساكني والعائد من الإيقاف سليمان كوليبالي، دون نسيان بعض اللاعبين الذين تعاقد معهم النادي خلال الميركاتو الأخير.
ومما لا شك فيه أن لدى المدرب روجي لومار الحلول اللازمة لاختيار التركيبة المثلى القادرة على تحقيق الأهداف المرسومة ولم لا إنهاء الموسم بأفضل طريقة ممكنة رغم المشاكل المالية المزمنة التي يمكن أن تؤثر على الفريق وتحد من طموحاته.
وبناء على المعطيات الأخيرة المرتبطة أساسا بفترة التحضيرات الأخيرة فإن الإطار الفني سيقتحم النصف الثاني من الموسم بتشكيلة ستعرف دون أي شك عدة تغييرات في ظل الحركية الكبيرة التي عرفها الرصيد البشري في الفترة السابقة، ومن هذا المنطلق يمكن رصد بعض المؤشرات الأولى التي ستحدد نسبيا ملامح التشكيلة الأمثل والأقدر على تحقيق النتائج المرجوة.
في الدفاع: السعيدي قد يحمل الجديد
خلال الأيام الأولى من الميركاتو الشتوي وقع الحديث عن وجود اتفاق مع المدافع المحوري السابق للنجم الساحلي زياد بوغطاس يقضي بعودته لتعزيز صفوف الفريق الذي يعاني من بعض المشاكل على مستوى الخط الخلفي، لكنّ بعض الإشكالات المتعلقة بوضعية اللاعب مع فريقه المصري عطّلت الصفقة، وبحكم حاجة الفريق إلى انتدابات دفاعية جديدة خاصة بعد رحيل الجزائري بوعلام المصمودي وعدم اقتناع الإطار الفني بأداء بعض المدافعين الذين شاركوا في المباريات السابقة من البطولة، وقع التفكير جديا في ضم مدافع آخر ليحصل التعاقد مع مروان السعيدي الذي انطلق منذ فترة في التدرب مع النجم وشارك في عدة مباريات ودية، وبالتالي يبدو جاهزا تماما من الناحية البدنية لأخذ فرصته والمشاركة في المباريات القادمة للفريق، ولئن يمكن للإطار الفني التعويل على هذا اللاعب في منافسات البطولة المحلية وقد ينجح في تقديم الإضافة إلا أنه لن يكون ضمن القائمة الإفريقية، وهذا المعطى سيفرض على الإطار الفني التعامل مع المجموعة الموجودة منذ بداية الموسم، ما يؤشر إلى احتمال الدفع بالجزائري حسين بن عيادة في المحور إلى جانب غفران النوالي أو صالح الغدامسي أو صدام بن عزيزة على أن يتم التعويل على محمد الحبيب يكن في الرواق الأيمن للدفاع، في حين يبقى الجزائري يوسف العوافي المرشح الأول للعب في الرواق الأيسر للدفاع، خاصة وأن الإطار الفني مازال مقتنعا بقدرة هذا اللاعب على البروز وتقديم الإضافة والدليل على ذلك الإبقاء عليه ضمن الفريق وعدم الاستغناء عن خدماته مثلما وقع مع بعض اللاعبين الآخرين.
أما في حراسة المرمى فإن الدولي علي الجمل ينطلق بحظوظ وافرة للغاية للمحافظة على مكانه الأساسي رغم العودة المرتقبة لأيمن المثلوثي الذي تخلص من مشاكله البدنية وبات جاهزا للمنافسة على اللعب بعد غياب طويل.
في الوسط: مبي يتراجع
كان الكاميروني جاك مبي من أبرز العناصر التي راهن عليها المدرب السابق لسعد الدريدي في الموسم الفارط. هذا
اللاعب تألق وقدم في المجمل مستوى جيدا، لكن مع قدوم المدرب لومار تغيّرت وضعية اللاعب الذي تراجع مستواه ولم يكن أداؤه ثابتا، وهذا المعطى من شأنه أن يغيّر ترتيب لاعبي وسط الميدان لدى الإطار الفني، فبعد عودة أمين بن عمر من الإصابة واجتهاد مالك بعيو خلال التمارين الأخيرة، من شبه المؤكد أن تشهد تركيبة وسط الميدان بعض التغييرات، ولئن لا يمكن الحكم بصفة قاطعة على إحداث تغييرات جوهرية بشكل سريع إلا أنه من المنتظر بشدة أن يدفع مبي ثمن تراجع مستواه وعودة بن عمر.
وفي وسط الميدان سيكون إيهاب المساكني، الذي طالب لومار، بعودته من بين أبرز اللاعبين المرشحين لتولي مهمة التنشيط الهجومي خاصة وأن فرج القيرماني وياسين العمري فشلا في القيام بهذه المهمة بالشكل المطلوب خلال المباريات السابقة، في حين يبقى معتز الزدام من بين العناصر المرشحة أيضا للمنافسة على لعب دور بارز في تشكيلة الفريق خلال المقابلات القادمة.
في الهجوم: فرصة لبوتمان.. وحلول بالجملة
عانى النجم الساحلي من مشاكل هجومية عديدة خلال الفترة الأولى من الموسم، ولولا بروز ياسين الشيخاوي في بعض المباريات محليا وكذلك قاريا لكان الفريق حاليا في وضع سيء للغاية. اليوم ومع غياب الشيخاوي، وكذلك فشل عماد اللواتي وفيني بونغونغا في تقديم الإضافة، ستتغير المعطيات كليا على المستوى الهجومي خاصة بعد نهاية عقوبة كوليبالي وكذلك التعاقد مع مهاجمين جديدين ونعني بذلك نبيل مقني وحسام بن علي، إذ من المنتظر أن يتنافس هؤلاء اللاعبون على قيادة الخط الأمامي الذي يفترض أن يضم أيضا الجزائري زين الدين بوتمان المرشح بقوة لتعويض مواطنه الطيب المزياني في الرواق الأيمن للهجوم، والجميع يأمل أن يظهر هذا اللاعب بالمستوى الذي يخوّل له تأكيد جدارته باللعب مع النجم الساحلي.. في السياق ذاته يملك الإطار الفني بعض الحلول الإضافية التي قد تمكنه من توسيع قاعدة الخيارات محليا وكذلك قاريا، حيث يظل الغاني إبراهيم وايو والغيني علي سوما من العناصر القادرة على المنافسة على الظهور ضمن التشكيلة الأساسية وتقديم الإضافة المرجوة في الهجوم.
التشكيلة المتوقعة للظهور في المباريات القادمة:
علي الجمل (حارس مرمى) ـ الحبيب يكن (ظهير أيمن) ـ حسين بن عيادة (مدافع محوري) ـ غفران النوالي أو صالح الغدامسي (مدافع محوري) ـ يوسف العوافي (ظهير أيسر) ـ أمين بن عمر (لاعب ارتكاز) ـ مالك بعيو أو معتز الزدام (لاعب ارتكاز) ـ إيهاب المساكني (صانع ألعاب) ـ زين الدين بوتمان (جناح) ـ حسام بن علي (جناح) ـ سليمان كوليبالي (قلب هجوم).