لم يوفق النادي الإفريقي في لقاء الجولة الأخيرة ضد مستقبل سليمان وعاد بهزيمة أثّرت كثيرا في الأجواء المحيطة بالفريق باعتبار أن الجميع كان يتوقع أن يعود رفاق معز حسن بنتيجة أفضل من الخسارة خاصة وأن الفريق سيطر على المقابلة ضد النجم وبالتالي فإن لقاء سليمان كان يفترض أن يكون امتدادا لما حصل في المقابلات السابقة ولكن الإفريقي واجه منافسا كان أكثر واقعية منه، وعرف كيف يستغل أهم فرص توفرت له ثم نجح في الدفاع عن تقدمه بشكل جيّد.
وعاد الفريق يوم أمس إلى التحضيرات، حيث من المفترض أن يكون الوحيشي قد اجتمع باللاعبين من أجل بحث أسباب الخسارة الأخيرة، باعتبار أن إضاعة ذلك الكم من الفرص أضر كثيرا بالفريق وجعله يعود خائبا من مقابلة كان يفترض أن يسيطر عليها «بالطول والعرض» ولكن هذا الأمر لم يحصل وعاد الإفريقي خائبا بعد أن ساد الاعتقاد أنه وضع حدا لفشله خارج العاصمة منذ انتصاره على مستقبل الرجيش، ومن الطبيعي أن يحمّل الوحيشي المسؤولية للاعبين لأن الفشل في تجسيم الفرص هو الذي قاد إلى خسارة 5 نقاط في مقابلتين سيطر عليهما الإفريقي وكان قريبا جدا من العودة موفقا، ولا يستبعد أيضا أن يتحدث رئيس النادي إلى اللاعبين لأن الوضع لم يعد يحتمل خسارة المزيد من النقاط إذ أن الإفريقي يراهن على التأهل في الصدارة ولا يريد تأهلا بالحد الأدنى المطلوب وهو قادر على ذلك بناء على ما قدمه من أداء جيد في المقابلات الأخيرة.
التعديلات ضرورية
لا يمكن التعامل مع مقابلة الأولمبي الباجي على أنها موعد عادي، فالإفريقي لا يمكنه أن يتعثر في 3 مقابلات متتالية والتعادل لن يرضيه ولهذا فإن كل التوقعات تشير إلى أنّه سيدخل المقابلة متسلحا بعزيمة كبيرة بهدف العودة سريعا إلى الانتصارات فكل الظروف متوفرة للعودة بنقاط الفوز لأن الإشكال يهم التجسيم ولا يهم الأداء العام، ولهذا من المتوقع أن ينزل الفريق بكل ثقله بهدف حصد النقاط وهو قادر على ذلك إن تحلى اللاعبون بالتركيز، في الأثناء فإن المدرب الوحيشي سيكون مجبرا على التعديل والقيام بتغييرات بهدف إعادة الفريق إلى الانتصارات.
وبعد قبول هدفين، فإن الوحيشي قد يعيد إسكندر العبيدي إلى المحور ذلك أن البدوي الذي ابتعد عن المباريات فترة طويلة نسبيا لا يمكنه أن يتحمل نسق مقابلات عديدة في ظرف قصير، ولهذا فإن الوحيشي قد يعيد العبيدي إلى المحور ويلعب القاسمي على اليمين أو يلعب رودريغ في المحور ويبقى العبيدي في مركزه الجديد.
القصاب احتياطي
من المفترض أن يكون خليل القصاب احتياطيا في هذه المقابلة خاصة إن قرر الوحيشي الاعتماد على الرسم 4ـ4ـ2 مثل المقابلة الأخيرة لأنّه غير قادر على الانسجام مع هذه الخطة والخيارات لتعويضه عديدة مثل تعديل تمركز الطاوس أو الدفع بالذوادي وغيرها من الإمكانات التي قد تسمح للإفريقي بإيجاد التوازن في هذه المنطقة وتفادي النقائص التي لاحت في المقابلة الأخيرة وجعلت الفريق غير قادر على العودة بالانتصار، ومن الطبيعي أن يكون المدرب قاسيا في التعامل مع بعض العناصر بعد أن تمتعت بفرص كثيرة دون إضافة.
هل يتدارك زردوم؟
فشل رضوان زردوم في تأكيد جدارته بالتعاقد مع الإفريقي ولكن هذا الفشل كان متوقعا منذ البداية بما أنّه واجه عديد الصعوبات في الأشهر الماضية وابتعد عن المقابلات الرسمية إضافة إلى إصابته في بداية التحضيرات مع الفريق، ولهذا فإن الفشل الأخير كان متوقعا ولكن الوقت لم يعد يسمح بمزيد الصبر والوحيشي قد يبقيه احتياطيا هذه المرة لتفادي المزيد من الضغط إضافة إلى أنه بات مستهدفا من الجماهير ولحمايته قد يكون من الأفضل إعادته تدريجيا لأجواء المباريات.