تحليل تكتيكي مباراة تونس و ليبيا

بالعودة على مباراة المنتخب التونسي و المنتخب الليبي ضمن تصفيات كأس إفريقيا ، بعد أن تكلمنا عن الجانب الفني سنلقي الضوء على الجانب التكتيكي… حيث كانت المباراة جيدة تكتيكيا في الهجوم خاصة أن المنتخب سيطر على المباراة 90 دقيقة ، و البداية كانت قوية من تونس من أجل التسجيل مبكراً و ضغط عالٍ عبر 4-3-3 و يتمركز حنبعل المجبري بين الخطوط و في الهجوم يكون الجزيري و المساكني .

من النقاط الإيجابية تكتيكيا هو التمركز هجوميا بتواجد 5 لاعبين في خط الهجوم ، يعني أن المنتخب تمركز في الممرات الخمسة و خلق تفوق على الدفاع الليبي

الرسم 4-3-3 ما هو إلا على الورق بتواجد أحنجة وهمية . في هذه الخطة أعطى المدرب مشاركة أكبر للأظهرة هجوميا ، عبر وضع النثائي المساكني و بالعربي كأجنحة داخلية تتمركز في أنصاف المساحات حيث أنها ستتكفل بتثبيت أظهرة الخصم ، و ترك المساحات للأظهرة… و شاهدنا هذا في فرصة الهدف الأول حيث كان تمركز وجدي كشريدة داخل منطقة 18 ، و فرصة أخرى من علي معلول.

الهدف الأول بعد مشاركة وجدي كشريدة

الفكرة من وضع المساكني و بالعربي في أنصاف المساحات إلى جانب فتح مساحات . أيضا تكوين مثلثات بين الظهير و الجناح و لاعب المحور ، وهي خلق تفوق عددي .

إلى جانب هذه النقطة نجح المنتخب التونسي في خلق نوع من الفوضى للمنتخب الليبي عبر اللامركزية وهي تحرك اللاعب و تواجده في مركز غير مركزه . رأينا حنبعل في دور لاعب المحور و الجناح ( تبادل المراكز مع بالعربي الذي يتحول هو الآخر إلى صانع ألعاب) و في الهجوم أيضاً (في عملية الضغط ) إضافة إلى دوره في الصعود بالكرة خلال عملية البناء.

نشاهد هنا أن يوسف المساكني ترك مركزه من أجل دوره في عملية الصعود بالكرة ، و نرى أن عيسى العيدوني يتمركز لاعب جناح ، لو عدنا إلى مبارايات العيدوني مع يونين برلين نشاهد أن متوسط تمركز يميل أكثر إلى الجناح .

يتمركز المنتخب بالشكل 2-3-4-1 ، يكون المساكني و حنبعل في مركز صانع ألعاب و يتواجد العيدوني و بالعربي أجنحة .

تغيير العيدوني من لاعب محور إلى جناح جاء في الشوط الثاني.

بالعودة على دور حنبعل الذي قدم مباراة كبيرة ، كان جيد في طلب الكرة و التواجد في المساحات و إستطاع خلق عديد الفرص
هنا تمركز المنتخب بستة لاعبين في الهجوم

بدون نسيان دور إلياس السخيري العملاق في قطع الكرات و عملية الضغط و دقة تمريراته.

إلياس السخيري يكون دائما قريب من الكرة لأنه في حالة خسارة الكرة من زملاءه يقوم بالضغط العكسي ، و كان فعّال أيضاً في التحرك بدون كرة حيث كان يوفر المساحات لحنبعل

ميزة من ميزات إلياس السخيري و رأيناها في كولن أن اللاعب لا يكتفي بدور لاعب الإرتكاز ، يكون أيضا مساهما في عملية الضغط… كان إلياس السخيري من أكثر اللاعبين في كأس العالم الماضية قياما بعملية الضغط.

إلياس السخيري يتحرك نحو المساحة التي تركها حنبعل للضغط على المدافع

سدد السخيري تسديدتين على المرمى و هذا دليل على نقطة قوة في لاعب إرتكاز.

كان من الأفضل على المدرب إقحام هيثم الجويني مكان سيف الدين الجزيري ، الذي قدم شوط أقل من المتوسط و اضاع فرصتين . و مع دخول هيثم الجويني رأينا تحرك و فتح مساحات بين قلبي دفاع المنتخب الليبي …

أما دفاعيا المنتخب لم يختبر بشكل كبير فقط في الكرات الهوائية و أستطاع أن يفوز بها .

تعليقات
error: المحتوى ملكية فكرية