البرامج التلفزية الرياضية و الإذاعية : كيف تسببت في نشر الفتنة و تأجيج التوترات بين الجماهير ؟

تعد البرامج التلفزية والإذاعية الرياضية في العالم جزءًا أساسيًا من المشهد الإعلامي، حيث تسلط الضوء على مجريات كرة القدم المحلية وتواكب الأحداث الرياضية بصفة مستمرة. إلا أن تأثيرها لم يكن إيجابيًا في تونس خلال السنوات الأخيرة إذ اصبح مؤكد ان هذه البرامج ساهمت في تأجيج التوترات بين الجماهير، وإثارة الفتن من خلال تصريحات مستفزة وتحاليل غير موضوعية.

الإثارة على حساب المهنية

في السنوات الأخيرة، أصبحت العديد من البرامج الرياضية تركز على الإثارة أكثر من التحليل العميق والموضوعي، حيث يتم استضافة أشخاص لا يمتلكون الكفاءة الكافية لتحليل المباريات بشكل علمي واحترافي. وبدلًا من تقديم قراءة تكتيكية وفنية للمباريات، يتم الترويج لمحتوى يعتمد على الجدل والصدام، مما يؤدي إلى انقسامات بين الجماهير وتصاعد حالة التعصب الرياضي.

خطاب متشنج وتأجيج الفتنة

تلجأ بعض البرامج إلى استضافة محللين وإعلاميين يستخدمون خطابًا مستفزًا، يهدف إلى استثارة المشاعر الجماهيرية بدلًا من تقديم نقد بنّاء. وغالبًا ما تتسبب هذه التصريحات في توترات بين مشجعي الفرق التونسية، مما يؤثر على الأجواء الرياضية ويخلق حالة من الاستقطاب الحاد.

استضافة الضيوف لإشعال الجدل بدل التحليل

أصبح جزء من الإعلام الرياضي في تونس يعتمد على استراتيجيات تثير الجدل أكثر من تقديم محتوى موضوعي ومهني. ومن أبرز هذه الأساليب، استضافة ضيوف معروفين بتصريحاتهم المثيرة، ليس لإثراء النقاش الرياضي، بل بهدف جذب التفاعلات وزيادة نسب المشاهدة. هذا التوجه لم يؤدِّ فقط إلى تشويه المشهد الإعلامي، بل ساهم في خلق بيئة رياضية مشحونة أثرت سلبًا على الجماهير والفرق الرياضية.

الإساءة للأندية وتأجيج التعصب

بعض الضيوف يتعمدون الإدلاء بتصريحات مسيئة لأندية معينة، إما للتقليل من إنجازاتها أو لاستفزاز جماهيرها، وهو ما يؤدي إلى ردود فعل عنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا النوع من الخطاب لا يخدم كرة القدم، بل يساهم في نشر الكراهية والانقسامات بين الجماهير، مما ينعكس سلبًا على الأجواء الرياضية في الملاعب.

تحويل البرامج الرياضية إلى ساحات للصراعات

بدل أن تكون البرامج الرياضية منصات للنقاش الهادف حول تطوير كرة القدم، تحولت بعضها إلى ساحات للصراعات الإعلامية. في بعض الحالات، تصل التصريحات إلى مستوى يهدد الاستقرار الرياضي ويؤثر على العلاقة بين الأندية وجماهيرها.

تأثير هذه الظاهرة على كرة القدم التونسية

1. تعزيز ثقافة التعصب: تؤدي هذه الممارسات إلى ترسيخ ثقافة التعصب بين الجماهير، ما قد يؤدي إلى أعمال عنف داخل الملاعب وخارجها.

2. إضعاف مستوى التحليل الرياضي: التركيز على الجدل والإثارة يقلل من جودة النقاش الرياضي، مما ينعكس على ثقافة المتابعين ويضعف قدرتهم على فهم كرة القدم بشكل أعمق.

3. التأثير على قرارات الأندية والمسؤولين: في بعض الأحيان، تؤدي الضغوط الإعلامية إلى اتخاذ قرارات متسرعة، سواء من المدربين أو الإداريين، بناءً على ردود فعل جماهيرية مستفزة إعلاميًا.

الحل: إعلام مسؤول يساهم في تطوير كرة القدم

من الضروري أن يتحلى الإعلام الرياضي بالمسؤولية، وذلك من خلال:

• اختيار ضيوف ذوي كفاءة يمتلكون قدرة تحليلية بدلًا من شخصيات معروفة بإثارة الجدل.

• فرض ضوابط مهنية تمنع التصريحات المسيئة وتحافظ على الاحترام المتبادل بين الأندية.

• تشجيع النقاش الهادفالذي يركز على تطوير كرة القدم بدلًا من تصفية الحسابات.

تعليقات
error: المحتوى ملكية فكرية