شهدت الجولة الأخيرة من البطولة التونسية موجة من الأخطاء التحكيمية الفادحة، أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية. بعض هذه الأخطاء أثرت بشكل مباشر على نتائج المباريات، مما زاد من حالة الاحتقان والتوتر بين الأندية وجماهيرها.
أبرز الأخطاء التحكيمية في الجولة الفارطة
1. منح الفوز للترجي بطريقة غير شرعية: حيث استفاد الفريق من قرارات تحكيمية مثيرة للجدل، مثل احتساب هدف غير صحيح أو التغاضي عن ورقة حمراء للجلاصي.
2. ركلة الجزاء غير الصحيحة للنجم الساحلي في الدقيقة 92: شهدت المباراة خطأً تحكيميًا واضحًا، حيث منح الحكم ركلة جزاء غير مستحقة غثر مخالفة وهمية أثرت على النتيجة.
3. ضربة الجزاء المثيرة للجدل للنادي الإفريقي: رغم أن هذه الركلة لم تؤثر على النتيجة النهائية، إلا أنها تعكس استمرار القرارات العشوائية التي تثير الشكوك حول نزاهة التحكيم.
أسباب هذه الأخطاء المتكررة
1. ضعف مستوى التحكيم التونسي
التحكيم المحلي يعاني منذ سنوات من تراجع كبير على المستوى الفني والبدني، مما يجعله غير قادر على إدارة المباريات الحاسمة بطريقة عادلة ومتوازنة.
2. التوتر العام بين الأندية
حالة الاحتقان المتزايدة بين الفرق، والاتهامات المتبادلة بالتحيز، جعلت الحكام تحت ضغط رهيب يصعّب عليهم اتخاذ قرارات صائبة.
3. اشتداد التنافس على اللقب
هذه النسخة من البطولة تشهد تنافسًا غير مسبوق بين عدة فرق، مما يضاعف الضغط على الحكام الذين يجدون أنفسهم في قلب المعركة دون الأدوات الكافية لضمان العدالة.
4. الموقف غير الواضح للجامعة التونسية لكرة القدم
في بعض المباريات، تقبل الجامعة تعيين حكام أجانب، بينما ترفض ذلك في مواجهات أخرى دون تفسير منطقي. والمفارقة أن أغلب المباريات التي أديرت بتحكيم أجنبي كانت في مستوى جيد، مما يعزز الشكوك حول كفاءة الحكام المحليين.
5. غياب تقنية الـ VAR
رغم أن هذه التقنية لا تعتبر الحل السحري لكل المشاكل، إلا أن غيابها يفتح المجال لأخطاء كارثية. ومع ذلك، فإن بعض الأخطاء التي وقعت في الجولة الفارطة كانت واضحة لدرجة أنها لم تكن تحتاج إلى VAR لتصحيحها، مما يطرح تساؤلات حول مدى نزاهة بعض القرارات.
ما الحل؟
في ظل هذا الوضع، يبدو أن الحل الأمثل هو اللجوء إلى التحكيم الأجنبي في المرحلة القادمة، إلى حين إعادة تأهيل الحكام التونسيين وتحسين مستواهم. كما يجب وضع آلية واضحة وشفافة لاختيار المباريات التي تستوجب تحكيمًا أجنبيًا، مع ضرورة اعتماد VAR بشكل فعال، وليس مجرد أداة تُستخدم وفقًا للأهواء.
إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن مصداقية البطولة التونسية ستبقى محل شك، وسيزداد الاحتقان بين الأندية، مما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على مستقبل كرة القدم في تونس.