توترت العلاقة بين الجامعة التونسية لكرة القدم ونظير الجزائري في الفترة الأخيرة، وذلك على خلفية مصادقة تونس منذ عام 2018 على قانون الانتقال الحر للاعبي منطقة شمال أفريقيا.
وبحكم هذا القانون، بات لاعبو منطقة شمال أفريقيا (مصر والمغرب والجزائر وليبيا) محليين، وهو ما جعل الأندية التونسية تتوسع بشكل كبير في التعاقد مع اللاعبين الجزائريين بصفة خاصة.
الاتحاد الجزائري لم يستسغ خطوة نظيره التونسي بحكم الأضرار التي لحقت كرة القدم المحلية، جراء هروب معظم المواهب، وهو ما جعله يتحرك لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم.
شكوى جزائرية للفيفا
قام الاتحاد الجزائري لكرة القدم في شهر ماي الماضي، بتقديم شكوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ضد نظيره التونسي، مرتكزا على الفصل الرابع للأحكام العامة من قانون الفيفا الخاص بالتمييز.
هذا التحرك الرسمي يأتي بعد الضغوطات التي قامت بها الأندية المحلية احتجاجا على تكرر عملية هروب نجومها باتجاه الدوري التونسي.
( يهم الترجي و الافريقي ، “قانون شمال إفريقيا” في مهب الريح )
هذه الخطوة ترتبط أيضا برغبة الرجل القوي لكرة القدم الجزائرية في استعادة الأندية المحلية لتوهجها، وذلك بهدف المنافسة على لقبي دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية.
وسبق لخير الدين زطشي رئيس اتحاد الكرة الجزائري، أن وجّه في شهر سبتمبرالماضي رسالة قوية للأندية، طالب فيها بإثبات وجودها على الصعيد القاري والسير على منوال المنتخب الأول المتوج بلقب كاس أمم أفريقيا مصر 2019.
رد فعل تونسي
خطوة الاتحاد الجزائري لكرة القدم لم تلقَ قبولا من الجانب التونسي، حيث هاجم وديع الجريء رئيس الاتحاد التونسي نظيره الجزائري، مؤكدا أن قانون الانتقال الحر للاعبي منطقة شمال أفريقيا، تمت المصادقة عليه بالإجماع خلال جلسات عمل اتحاد شمال أفريقيا لكرة القدم.
(فرانس فوتبول : يوسف البلايلي الى متذيل ترتيب الدوري القطري )
الجريء اعتبر، في ذات الوقت، خطوة زطشي بأنها غير مجدية، باعتبار أن العادة جرت على فض النزاعات والاختلافات بين الاتحادين بطريقة سلسة، بعيدا عن اللجوء للهياكل الدولية والقارية.
من جهة أخرى، قام الهيكل المشرف على كرة القدم التونسية بسن قانون جديد يجبر الأندية التونسية على الاعتماد على 5 لاعبين تونسيين على الأقل في مبارياتهم المحلية خلال الموسم المقبل، في خطوة تهدف للحد من الحضور الجزائري في الدوري التونسي.
وفي هذا الصدد، قام الترجي بإعارة الجزائري بلال بن ساحة لنادي مولودية الجزائر، في حين قام النجم والصفاقسي تباعا بفسخ عقدي الجزائريين دادي حسين مواقي وإسلام بكير.
“كاف” يدخل على الخط
هذا الخلاف الكروي جعل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم يدخل على الخط، حيث قام بتعيين وسطاء بهدف تقريب وجهات النظر بين الاتحادين التونسي والجزائري.
( المـــدب يريد نقل الترجي إلى مستـوى عالمـي )
وكشف خير الدين زطشي، في تصريحات له للإذاعة الوطنية الجزائرية، أن جلسة عمل سيقع عقدها بين الاتحادين، وذلك على أمل التوصل لحلول بخصوص هذا الخلاف.
ويأتي هذا التحرك من “كاف” في إطار الحملة الانتخابية “المقنّعة” التي يقوم بها رئيسه الملغاشي أحمد أحمد، تحسبا لإمكانية ترشحه لولاية ثانية على رأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في شهر مارس المقبل.