يتجدّد الحوار بين الترجي الرياضي والزمالك المصري بعد سنة بالتمام والكمال وحينها انتصر ممثل كرة القدم التونسية بهدف وحيد لم يكن كافيا للتأهل الى الدور نصف النهائي من كأس رابطة الأبطال الافريقية بحكم انتصار الفريق المصري في الذهاب بنتيجة 3/1 ليحرم الترجي من المحافظة على اللقب وأيضا يخرجه خالي الوفاض قاريا بحكم تتويجه بالسوبر الافريقي قبل مواجهة ربع النهائي بأيام قليلة
وبعد مرور موسم كامل، تعرف صفوف الفريقين عديد التغييرات ولو بدرجات متفاوتة حيث تغيّرت التشكيلة المثالية للترجي بنسبة كبيرة مقارنة بالموسم الفارط عكس الزمالك الذي حافظ على نواة الفريق تقريبا، وشملت التغييرات في فريق باب سويقة الخطوط الثلاثة لأسباب فنية وكذلك لخروج عدد من اللاعبين حيث خسر معز بن شريفية وحسين الربيع وفادي بن شوق أماكنهم في حين غادر إيهاب المباركي وكوامي بونصو وإبراهيم واتارا وبلال بن ساحة الفريق، ورغم أن تشكيلة الإياب شهدت غياب عديد الركائز بسبب العقوبات التأديبية من الاتحاد الافريقي لكرة القدم فإن التعزيزات التي قام بها الترجي في الموسم الجاري جعلت أكثر نصف التشكيلة الأساسية تتغيّر ذلك أن المعطيات الحالية تؤكد محافظة محمد علي اليعقوبي وعبد القادر بدران وفوسيني كوليبالي وحمدو الهوني فقط على مقاعدهم مقارنة بآخر مقابلة جمعت الفريقين مقابل انضمام الحارس فاروق بن مصطفى والظهير الأيمن حمدي النقاز ومتوسط الميدان غيلان الشعلالي والجناح الأيمن أنيس البدري وكذلك المهاجم ياسين الخنيسي الذي غاب عن مواجهات الزمالك في الموسم الفارط
وفي الجهة المقابلة، لم تعرف تشكيلة الزمالك عديد التحويرات رغم تغيير الاطار الفني ذلك أن أبرز الغيابات تكمن في المهاجم مصطفى محمد الذي تحوّل على غلطة السراي التركي ليترك فراغا رهيبا في الخط الأمامي فضلا عن منح الثقة لجنش في حراسة المرمى مكان أبو جبل وحجز التونسي حمزة المثلوثي مكانا أساسيا في الجهة اليمنى وهو ما ينطبق على أبو الفتوح في الرواق الأيسر ومحمد عبد الغني مكان محمد الونش في المحور.
استقرار تكتيكي
مازال المدرب معين الشعباني وفيّا لقناعاته التكتيكية ولا يبدو أنه سيغيّر الكثير من الناحية الفنية رغم المشاكل التي وجدها الموسم الفارط ضد الزمالك حيث سيعوّل مجددا على خطة 4/4/3 ذلك أن وجود عناصر في وسط الميدان في قيمة فوسيني كوليبالي وعبد الرؤوف بن غيث ومحمد علي رمضان تسمح له بالاعتماد على ثلاثي في هذا الخط الحيوي مع حتمية تعديل الأوتار على مستوى تمركز اللاعبين ليجد الفريق ثوابته على مستوى التنشيط الهجومي.
وعكس الترجي، لم يعرف الترجي الاستقرار على المستوى الفني بعد خروج الفرنسي باتريس كارتيرون وقدوم باتشيكو لكن الرسم التكتيكي لم يتغيّر كثيرا بوجود طارق حامد والفرجاني ساسي في «الارتكاز» وأحمد السيد زيزو ويوسف أوباما وأشرف بن شرقي ومغادرة نجم الفريق الى الدوري التركي
الهوني ثابت
لم يكن مستوى الليبي حمدو الهوني مثاليا للغاية في مقابلة مستقبل سليمان بسبب ابتعاده المطول عن الميادين حيث حرص الاطار الفني على اقحامه تدريجيا تفاديا لحصول مضاعفات قد تحرمه من الظهور في مقابلة الغد التي تعتبر الأهم للترجي في الفترة الحالية، وكان الهوني محل عناية كبيرة في الحصص التدريبية الفارطة على أمل أن يكون في قمة مستواه ضد الزمالك حيث ستلعب جاهزية الهوني وأنيس البدري دورا هاما في حسم النتيجة النهائية ضد منافس صلب ويملك دفاعا قويا ومتجانسا في الوقت الذي يبدو خلاله اقحام عبد الرحمان مزيان مستبعدا للغاية رغم وجوده في القائمة، ومازال التنافس على أشده من أجل قيادة الخط الأمامي حيث يملك المدرب الشعباني ثلاثة خيارات واختار دعوة جميع العناصر الهجومية في انتظار تحديد هوية قلب الهجوم الأساسي الذي سيكون على الأرجح ياسين الخنيسي.
ظهور غبو
عكس مقابلتي تونغيث ومولدية الجزائر، شهدت قائمة المدعوين حضور متوسط الميدان الايفواري سيدريك غبو الذي قدم مستوى رائعا في لقاء البطولة الأخير ليفرض نفسه ضمن حسابات الاطار الفني في قادم المواعيد خاصة أن تراجع مردود فوسيني كوليبالي يجعل التفكير في البديل حتميا، وبوجود غبو اشتد التنافس في وسط الميدان من أجل الظفر بثلاثة مقاعد أساسية بعد عودة غيلان الشعلالي وكذلك المستوى الجيد للجزائري عبد الرؤوف بن غيث، ويفترض أن يكون المدرب معين الشعباني قد حسم أمس خياراته في منطقة وسط الميدان مع تقارب مستوى جميع العناصر.