باتت أيام المدرب معين الشعباني على رأس الترجي الرياضي معدودة حيث اقتربت ساعة مغادرته عقب الخروج المهين من الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأبطال بثلاثية نظيفة ضد الأهلي المصري وهو أمر كان منتظرا بسبب المستوى المهزوز للفريق والذي لم يحجبه التتويج بلقب البطولة الوطنية أو الوصول إلى المحطة قبل الأخيرة من المسابقة القارية، وألمح المشرف على الدواليب الفنية لفريق باب سويقة في تصريحات إعلامية تلت المواجهة الأخيرة أنه لن يواصل تدريب الترجي مدى الحياة مشيرا إلى قبوله قانون اللعبة دون تقديم استقالته رسميا أو الاعلان عن إقالته من إدارة الفريق التي لم تحاول امتصاص غضب الأحباء بإتخاذ القرار المنتظر.
ويبدو أن مراهنة الترجي غدا على كأس «السوبر» التونسي أجّلت الحسم في مصير الشعباني الذي سيخوض على الارجح مباراته الاخيرة بعد مسيرة دامت قرابة الثلاث سنوات عرف خلالها طعم التتويجات التاريخية وكذلك طعم الخيبات المرّة وهو أمر عادي في كرة القدم لكن الهزيمتين الأخيرتين أضعفتا كثيرا موقف الإطار الفني الحالي الذي فشل في إعداد الفريق للدور نصف النهائي حيث كان خارج الموضوع فنيا وبدنيا وتكتيكيا.
ولعل ضيق الحيّز الزمني بين مباراة القاهرة و»السوبر» التونسي من العوامل التي أبقت على الشعباني وقتيا بما أن إدارة الترجي لم تعلن عن موقفها الرسمي لكن ايمان رئيس النادي بقدرات الإطار الفني ووقوفه إلى جانبه في عديد المحطات السابقة قد يجعلانه ينهي الموسم الرياضي بنفس المجموعة في انتظار انطلاق رحلة البحث عن مدرب جديد، كما أن فرص الترجي في الظفر بلقب ثان في الموسم الذي ينتهي رسميا عشية اليوم تجعل المدرب الشعباني يخرج من الباب الكبير رغم أن الجماهير لن تغفر له خيبة رابطة الابطال، وتبقى جميع الاحتمالات واردة بخصوص بقاء الشعباني من عدمه قبل لقاء الغد.
غربلة شاملة
طالبت جماهير الترجي بالقيام بغربلة لا تتوقف عند الإطار الفني فحسب بل تشمل اللاعبين وكذلك المسؤولين عن الانتدابات التي كانت فاشلة بكل المقاييس، فمن أسباب الخروج من الدور نصف النهائي الضعف الفادح لأغلب العناصر التي قدمت في هذا الموسم حيث كان أنيس البدري شبحا لنفسه بينما غابت إضافة الظهير الأيمن حمدي النقاز منذ فترة طويلة ولم يملك الثنائي الأجنبي ويليام توغي وخالد عبد الباسط الحدّ الأدنى الذي يؤهله لتقديم الاضافة في حين تعاقد نسيم بن خليفة وعلاء الدين المرزوقي مع بنك البدلاء، ولا يمكن تحميل هؤلاء فقط مسؤولية المستوى الضعيف للترجي بما أن مستوى عديد الركائز عرف تراجعا رهيبا وهو ما ينطبق على الثنائي حمدو الهوني وفوسيني كوليبالي فضلا عن الظهير الأيسر الياس الشتي الذي ارتكب أخطاء قاتلة وآخرها يوم السبت الفارط عندما تسبّب في ضربة جزاء قضت على طموحات الفريق في التأهل رغم أن البداية كانت متميزة حيث فرضت المجموعة اسلوبها وكانت الافضل لكن جزئية بسيطة حكمت عليها بالانهيار والانقياد إلى هزيمة موجعة.
ويبدو أن الترجي مقبل على تحويرات هامة في الصائفة القادمة بإعتبار أن استعادة الهيئة تتطلب تعزيزات جديدة تكون قادرة على إعادة البريق وإشعال التنافس بين اللاعبين وهي النقطة التي كانت غائبة في الموسم الجاري حيث كان الإطار الفني مجبرا على الاعتماد على نفس الأسماء تقريبا مع غياب الحلول وخاصة في الخط الأمامي وزادت المتاعب منذ الاعلان عن عقوبة ياسين الخنيسي الذي ترك فراغا رهيبا.
ثورة في التشكيلة
لن يكون «السوبر» التونسي مسكّنا بسبب مرارة الخروج من رابطة الابطال لكن التتويج سيعيد الهدوء نسبيا إلى الفريق، ورغم أن الوقت ليس كافيا للقيام بتحضيرات خاصة فإن التشكيلة الأساسية ستعرف تحويرات بالجملة من خلال الدفع بالعناصر المغضوب عليها منذ منتصف الموسم فمنح الفرصة للاعبين المشاركين في لقاء القاهرة سيزيد من حدة الغضب وقد لا يساهم في حصول ردّة فعل قوية يحتاجها الفريق لإنهاء الموسم في ظروف أفضل، ومن هذا المنطلق فإن مشاركة فاروق بن مصطفى ومحمد أمين توغاي وسامح الدربالي وعبد الرحمان مزيان وعلاء المرزوقي واردة بشدة في انتظار ما ستحمله الحصتان التدريبيتان اللتان تسبقان المواجهة من جديد على مستوى الإطار الفني أو ظروف سيرها.