مرّت كل الفرق بأزمات ولسوء حظ الإفريقي فإن أكبر أزمة عاشها تزامنت مع ضعف مؤسسات الدولة التي كانت قادرة على حماية الفريق بلا شك وتفادي الوصول إلى هذا المستوى من التداين ولسوء حظّه فإن هذه الأزمة اقترنت بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت عاملا مؤثرا في تأزيم الأوضاع في كرة القدم أو مختلف القطاعات.
وأزمة الإفريقي الكبرى لا تهمّ الغياب عن التتويجات أو افتقـــــاده إلى إدارة قوية وهيكلة سليمة فالإشكال الحقيقي هو ارتفــــاع حجم الديون التي تطارد الفريق بما أن الإفريقي مطالب بتوفير مبلغ 45 مليون دينار لغلق كل الملفّات وطبعا فإن بعض الديون ليست عاجلة ولا تهدّد مستقبل الفريق.
وفي اعتقادنا فإنّه وبعد تاريخ 4 أكتوبر 1920 الذي يعتبر تاريخا مميّزا فإن الموعد القادم الذي سيكون رمزيا هو يوم إعلان تصفية ديون الإفريقي وتركة رئيسه السابق سليم الرياحي فهو بمثابة التأسيس الجديد للنادي الإفريقي الذي واجه الشتاء الماضي شبح عقوبات قاسية لولا وقفة الجماهير التاريخية التي جنّبته ويلات العقوبات الصارمة التي هدّدت الفريق في وجوده. وعليه سيكون من المهم أن تتواصل المجهودات لتطويق هذا المشكل وبعدها يمكن وضع كل القوانين التي تضمن عدم تكرار سيناريو مرحلة ما بعد سليم الرياحي حتى يبقى الإفريقي صرحا قويا وشامخا ويعود إلى صولاته محليّا وإقليميا لأن وضعه الحالي لا يعكس قيمته أو شعبيّته.